كــــورونــا دروس و عــبــر

بقلم

فرح حرب

كاتبه سوريه وعضو المنظمه الالمانيه الدوليه للتنميه والسلام

يعلمنا فيروس كورونا درسا على بداهته كدنا ننساه

وهو أنه مهما بلغ تطوّر البشر وقوتهم وسيطرتهم وتكبرهم سيبقون حيّزا صغيرا تافها إن أراد الله أن يضَعَهم ويمرّغ أنوفهم، وحين تشاء إرادته سبحانه فليس بالضرورة أن يكون هذا عبر استخدام قوة خارقة لا يتصورها البشر، بل يكفي أن يسلّط عليهم فيروسا صغيرا لا تراه العين المجردة، ومن أكثر الكائنات الحية بدائية،
فيدمر الإقتصاد، ويوقف حركة الطيران، ويغلق المصانع، ويحبس الملايين في بيوتهم، ويجعل ثلث سكان الكوكب مقيّدين بالأقنعة الواقية، ويرتجفون رعبا من عطسة عابرة تتسلل من أنف أحد المارّة.

ومن زاوية أخرى يعيد ترتيب الأفكار لأولئك المسلمين المنبهرين بالمستوى الحضاري والتقني الذي وصل إليه الغرب، حتى سقط بعضهم في وحل الاحتقار لدينه، والاستهانة بقدرة خالقه، وسعى في عمالتهم ومداهنتهم واستعطافهم، وقَدَح في ثوابته طلبا لنيل رضاهم، فإذا كل تلك القوّة أوهى من بيت العنكبوت أمام قدرة الخالق سبحانه، ويظل المتدثّر بغير هُدى خالقه عريان.

?اللهم ارحم ضعفنا، ولا تؤاخذنا بجهلنا?

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى