مصطفى عصام يكتب سنين ..ومرّت

مصطفي عصام

مرت سنين تغيرت أمور كثيرة وتبدلت الظروف والأحوال، وتأتى أجيالا وتذهب أجيالا وكلما تقدم العمر تبقى لنا ذكريات خالدة فى أذهاننا على مر الزمان فمن منا لا يتذكر منزله القديم، الذى عاش فيه طفولته وأصحابه الصغار الذى كان يلعب ويلهو معهم يوميا بجوار هذا المنزل.

من منا لا يتذكر أول يوم ذهب فيه إلى المدرسة وأول إعجاب بفتاة،وأول هاتف محمول بكاميرا، أعتقد أن هذه الزكريات ستظل عالقا فى الأذهان حتى اليوم، ومن منا لا يتذكر أجواء شهر رمضان الكريم فى المنطقة التى كان يسكن فيها وذكريات زينة رمضان التى كان يشترك فى تجهيزها جميع أفراد الشارع، وتجد أن الشارع كان يتزين فى صورة رائعة تعبر عن مدى التلاحم والتعاون وروح الود والمحبة التى كانت تسود بين الناس فى ذلك التوقيت، من منا لا يتذكر ذكريات أول عيد مر عليه وملابس العيد التى كان يتم تجهيزها قبل أول يوم وأول عيدية تحصل عليها من والده، هناك ذكريات عديدة مرت علينا يطول سردها.

هل سنظل هكذا ام نتغير وننسي الماضى؟

فى حقيقة أنا من نوعية الأشخاص الذين يعيشون على الماضى،لكن يوجد البعض الأشخاص الآخرين الذين يتغيرون فجأة لكن إذا نظرنا إلى الجانب العلمى نجد أن هذا التغير تغيراََ طفيفاً لبعض الأشخاص المتنازلين عن المبدأ نظرا فالتطور التكنولجى الهائل الذى حدث من حولنا فى جميع أنحاء العالم جعلهم أشخاص آخرين، فعلى سبيل المثال المدرسة لم تعد كما كانت فى الماضى فالعلاقة بين الطالب والمدرس علاقة خوف واحترام، فأصبحت العلاقة الآن صداقة وتقرب بين المدرس والطالب داخل المدرسة وخارجها بطريقة سمحت للطالب بأن يكون أكثر جرأة مع المدرس لأن كل الحواجز تم إزالتها ومعلوم لدينا جميعا أسباب ما يفعله بعض المعلمين بتقربهم من الطالب بغرض الدروس الخصوصية

بإضافة إلى أعتداء بعض الطلاب على المدرس ومحاولة البطش به باشارع وأحيانا داخلها ونجد أولياء الأمور يشجعون أبنائهم بطريقة أو بأخرى على انتهاج هذا السلوك المشين.

فضلاً عن بعض الشباب الذين يطيب لهم العيش في ملذات تأخذه للهاوية ويتلاعبون بالفتيات بالكلمات المعسولة بالحب من ذئب شرس ، كل همه أن يفتك ويفترس بعرض هذه وتلك من الفتيات ، متناسيا أن له أخوات وأماً وخالات وعمات والكثير من الأقارب البنات ! ومتناسيا السنـّـة الإلهية الكونية أنه “كـمـا تـديــن تــدان ، ولو بعد حين”

عادات و سلوكيات الخاطئة التى طرأت على الشعب المصرى والتى يطول سردها، ولكنى أرى أننا لابد أن لا نتنازل عن مبادئنا مهما واجهنا من صعوبات فعلينا أن نعود إلى ماضينا ونتمسك بمبادئ الود والاحترام الذى كانت تسود بيننا وأن نبتعد عن هذه السلوكيات الغير أخلاقية التى إنتشرت داخل المجتمع المصرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى