اشرف جمعه يكتب :الماضي الجميل والحاضر المؤلم

بقلم

اشرف جمعه

قرية غرب سهيل جنوب مدينة اسوان امام الخزان الشهير انها قرية نوبيه بنكهة فرعونية يتميز اهلها بالبشاشة والكرم وابناء هذه القرية هم الاقدر على الحديث عن تراثهم

وعاداتهم يحدثنا الاستاذ زكريا محمد مصطفى.. بالتربية والتعليم ان قرية غرب سهيل ترجع نشاتها عند نزوح الكثير من المقيمين في الجزر المحيطة بمنطقة جنوب الخزان في مرحلة التهجير الاولى عند بناء الخزان عام 1902 م ثم التعلية الاولى عام 1912 م ترك الاهالي اراضيهم وبيوتهم دونما تعويض مقابل اراضيهم على حد قوله.


وتعود تسمية القرية بهذا الاسم لوقوعها غرب جزيرة سهيل وهي جزيرة في وسط النيل كانت تسمى الجزيرة المقدسة ايام الفراعنة وكان يعبد فيها الاله خانوم.
القرية هادئة تماما وتحتوي على التراث النوبي القديم وتصميمات المنازل هي خليط من الروح الفرعونية النوبية انها قرية بلا بطالة الغالبية العظمى تعمل بالسياحة وتربية التماسيح حيث كانت المعتقدات الفرعونية القديمة بان التماسيح تجلب الحظ والقوة وتبعد الحسد وهذه المعتقدات تلهب افكار السياح وتجذب انتباه الكثير منهم.
وفي عهد محافظ اسوان الاسبق اللواء سمير يوسف رحمه الله والذي سعى جاهدا لتحويل القرية الى مركز للسياحة البيئية وقام بانشاء مرسى سياحي على النيل بطول 60 مترا على شاطيء القرية قبالة النيل لاستيعاب الحركة السياحية الوافدة الى القرية و بدات الفكرة بقيام 16فرد من اهل القرية باجراء تعديلات بسيطة على منازلهم حتى اصبحت مصانع صغيرة او ورش للحرف البيئية والشعبية حرف من التراث النوبي بجانب اماكن الضيافة المعدة للسياح مما جعل القرية صديقة للسائح الذي يتعايش مع اهل القرية عن قرب ويلمس عاداتهم وتقاليدهم المستمدة من التراث مما يجعله يشعر بالاستمتاع بتجربة معايشة يوم من الحياة النوبية وبعد ان بدا الرواج السياحي اخذت اعداد البيوت تزداد ما بين اماكن الضيافة او ورش صغيرة للحرف البيئية والشعبية التي يحرص السياح على اقتناء منتجاتها كتذ كار للزيارة حتى اصبحت القرية واحد من المزارات السياحية الهامة باسوان.


هذا ماكانت علية القرية اما الان كما يقول صديقنا ان القرية لا تتوفر بها الخدمات الرئيسية حيث لا يتوفر بها صرف صحي وكل ما هو موجود تم بالجهود الذاتية لا بناء القرية وبالرغم ان غرب سهيل قرية سياحية ومسجلة لدى اليونسكو الا ان اهمال الحكومة طالها اما باقي الخدمات فحدث ولا حرج فخطوط مياه الشرب والكهرباء قديمة ومتهالكة ولم يحدث بها احلال وتجديد من الثمانينات لذلك فالانقطاع متكرر والمعاناة مستمرة و المسؤلين في كوكب اخر.
كان في القرية وحدة صحية تخدم الاهالي ومنذ عام تقريبا تم ازالتها وبالاستفسار عن السبب كانت الاجابة لبناء وحدة اكبر وتقديم خدمة افضل ولم يتم شيء حتى الان وبالسؤال اين الوحدة اجابوا ان المكان غير مناسب وان التامين الصحي الشامل سيتم تطبيقه باسوان وهذا يفي بالغرض وفي ذلك القطاع شكل اخر من اشكال المعاناة فاستخراج شهادات ميلاد او شهادات وفيات يعتبر قطعة من العذاب ونضطر للذهاب الى اماكن بعيده حتى نستطيع الحصول على هذه الخدمة وغير ذلك فالقرية ليس بها وحدة اطفاء ولا نقطة شرطة وان ابناء القرية يعملون على تامين السياحة الوافدة للقرية بانفسهم وفي سؤال اخر للاستاذ زكريا محمد الذي يرافقنا هل تاثرت القرية ببناء الكوبري الجديد الذي يربط شرق النيل بغربة قال بالطبع بعض الاهالي تم البناء على اراضيهم ولم ياخذوا تعويضات من الحكومة وعندما سالته هل تعتقد بان بناء الكوبري سيؤثر على الحركة السياحية للقرية فاجاب لا اظن.


وفي نهاية الرحلة توجهت بالشكر لصديقنا ولكن ظل يراود مخيلتي الام اهالي هذه القرية التي لها بعض خيوط الدخل القومي ومسجلة في صفحات مؤسسات عالمية وتلقي هذا الاهمال اين الجهاز التنفيذي للمحافظة وعلى راس هذا الجهاز المحافظ النشط تجاه تلك القرية المنسية انها ياسادة تعاني من ابسط حقوق الانسان انها تعاني من مشكلة هامه جدا وهي الصرف الصحي وهي على راس قائمة طويلة من المشاكل ولكنها مشكلة عاجلة لا تحتمل التاجيل فهي في مقدمة المشاكل وضرورة الاهتمام بها حتمية للاهالي وارضيه ملحه للسياحة التي نرغب في استعادتها
.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى