قصة قصيرة بعنوان ” نادين ” بقلم الدكتور سليمان عباس البياضي

نادين طالبة متميزة ومجتهدة و مبتسمة دائماً،وتعيش في قرية من قري الريف في هدوء و تساعد والديها في المنزل،و تجلس في المساء مع أبيها وتتحدث عن مواقع التواصل الإجتماعي ومدي تأثيرها علي الطلاب فقالت يا والدي:هي سلاح ذو حدين.

وفي الصباح تذهب إلى المدرسة تحمل في حقيبتها مجموعة من الورود تعطي كبار السن في الطريق و تحاول إدخال السعادة إلي قلوبهم، ثم وجدت سيدة عجوز تأكل من القمامة فتأملت نادين في السيدة وأخذت تنظر إليها وكل الناس يبتعدون عنها واقتربت منها فقالت لها :ماذا تفعلين؟فردت قائلة:أجمع من صندوق القمامة طعاماً لأبنائي لأني ليس لدي نقودٌ ،وأنا سيدة غير قادرة علي العمل فبكت نادين فأخذت تعطيها مبلغاً من المال ،ثم وصلت إلي المدرسة أعطت عمال المدرسة بعض الورود ،ثم دخلت الفصل فلاحظت المعلمة أن وجه نادين عليه علامات الحزن فقالت المعلمة :ماذا حدث لكِ؟فقالت لقد رأيت موقفا عجيبا فسردت لها ماحدث. فقالت المعلمة : إلي التلاميذ :يجب أن تكونوا إيجابيين في هذه الحياة قال التلاميذ : كيف ذلك؟فردت المعلمة يجب أن نساعد كل محتاج و مسكين، فقالت نادين :لقد علمني أبي مساعدة الفقراء والمحتاجين فكان يعطني مبلغاً من المال كل أسبوع لمساعدة بنت حارس العمارة، وكنت أدخر مبلغاً آخر من المال معي لأشتري به كراسات وأدوات مدرسية وأقوم بتوزيعها على أبناء الحي المحتاجين ،فردت المعلمة يا أبنائي الأعزاء التربية قبل التعليم ثم دق جرس الفسحة وحملت نادين حقيبتها وذهبت إلي المكتبة ،وهناك وجدت زميلة لها تبكي فقالت:لها لماذا تبكين ؟فردت قائلة :أنا محتاجة إلي ثمن إستمارة الثانوية والكتب الخارجية،وأبي رجل مريض فقالت نادين:بإذن الله لا توجد مشكلة،وعادت نادين إلي منزل وقالت:يا أبي أحتاج إلى مساعدتك فأعطاها مبلغاً من المال،وهو ينظر إليها ويبتسم فقالت:لماذا لا تسألني يا أبي عن هذا المبلغ؟ فرد قائلا:أنا أعلم جيداً أنه في عمل الخير يا بُنيَّتي .ثم ذهبت إلى المدرسة، فأعطت زميلتها المبلغ وقالت لها :هذه هدية مني لكِ فبكت زميلتها وارتمت في أحضانها ..حقا التربية قبل التعليم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى