صالح المسعودي يكتب : عندما يصبح الدين سلعة

لا أخفيك سراً عزيزي القارئ المحترم أنني جلست ساعات وساعات لأجمع شتات أمري وأفكر من أين أبدأ ، هل أبدأ المعركة مباشرةً دفاعاً عن دين الله بلا أي مقومات قرائية أو ثقافية وهذا أمر بالتأكيد سيجعلني عرضة لهجوم معلوماتي قد لا أقدر على مجابهته وساعتها سأكون قد أضريت بدين الله أكثر من نفعي له ، لأن الأمر أمام العامة هنا سيكون طعناً في الدين وليس في شخصي وبذلك أكون قد فتحتُ باباً لا أستطيع إغلاقه بسهولة
فقد هالني أن يبحث البعض من ( المرجفين ) عن ( الشو ) الإعلامي عن طريق القدح في الدين بالتشكيك في رموزه ، وذكرني ما يفعلونه الآن بما فعله إبليس ( عليه لعنة الله والملائة والناس اجمعين ) عندما ( حرك الوتد ) كما يحكى في بعض الروايات ، ولكن تحريك الوتد وهو الأمر السهل كان له الأثر الأكبر في دمار شامل ، ورأيتني إن أنا حاججتهم بمعلوماتي البسيطة والغير متخصصة قابلوني بمراجع دينية من كتب التاريخ الإسلامي المشهود لها وحينها قد يصيبني التلعثم الذي سيؤدي بالتأكيد لتقهقري وخاصة أنني غير متخصص ، وغير مضطلع بتخصص في كتب السيرة والتاريخ الإسلامي بشكل عام
ورأيت أن علماءنا مع شديد احترامي لهم سلكوا مسلكا آخر ( إلا من رحم ربي ) تاركين الساحة لولائك الشرذمة ليمتطوا صهوة ( الميكروفون ) ليصولوا ويجولوا عبر الفضائيات متخذين من الحديث في الدين وتشويه رموزه مادة مستدامة ليجمعوا بها أكبر نسبة من الفوائد المادية ، فقد قسموا أنفسهم لصنفين فمنهم من يتحدث بابتذال وأمور تخص الشهوة والجنس ونعلم أن مثل هذا الكلام له جمهوره ، والبعض الأخر تخصص في الطعن في الدين ، وهنا سأبتعد عن نظرية المؤامرة التي يؤمن بها العرب عامة دوناً عن العالم ، ولكن سأعتبر أن من يفعل ذلك إما مغيب لتستفيد القناة الناقلة أكبر نسبة من الإعلانات وهو أمر مشكوك فيه بدرجة كبيرة ، أو هو شريك أساسي لأنه على درجة عالية من الثقافة والعلم والمعلومات الجاهزة حتى لو كانت معلومات مغلوطة فهو لم يكلف نفسه مجرد تمحيصها وفرزها ليستخرج الغث من السمين ، لكنه وللأسف وحتى تثبت سوء النية عليه استسهل ليتَبع ( ما تشابه منه )
وإن كنت لا أعفي من تتبع خبث القول ليبيع دينه ( بدراهم معدودات ) ، إلا أنني وللأمانة العلمية يكون لزاماً عليَ أن أوضح أنه حدث تشويه خطير للتاريخ الإسلامي الذي ينهل مثل هؤلاء منه غير مكترثين بصحيحه من مدسوسه من باطله فما يهمهم هو ( الشو الإعلامي كما أسلفنا ) وخاصة في الفترة من بداية الفتنة بين الصحابة عقب مقتل ( عثمان بن عفان ) عليه رضوان الله ، فقد وقعت الأمة في فتنة كبرى نعاني ويلاتها حتى يومنا هذا فقد بلغ أعداء الأمة مرادهم بعدما فرقوهم لسنة وشيعة وصنفونا كيفما شاءوا ليُحيوا ويزكوا روح الفرقة وقتما أرادوا ، ولم لا ؟ وقد أصبحنا لقمة سائغة لهم
ولنعد بحديثنا عن تشويه التاريخ الإسلامي والذي بدأ عقب الفتنة حتى وصل إلى لعن بعضهم البعض على المنابر حتى إذا استوت الدولة الأموية على الحكم منع الخليفة الراشد ( عمر بن عبدالعزيز ( نسأل الله أن يرضى عليه ) عمليات التشويه الممنهجة ( لسيدنا علي بن أبي طالب عليه رضوان الله ) ونسله الأطهار الأخيار ، حتى إذا جاءت الدولة العباسية قامت على طمس معالم الدولة الأموية وشوهوا تاريخهم بشكل كامل على الرغم من أن التاريخ من الصعب أن يقوم أحد بطمسه إلا أنهم فعلوا على الرغم من أن أكبر الفتوحات الإسلامية قد تمت في عهد الدولة الأموية فقد فتحوا من الصين إلى الأندلس وهذه حقيقة تاريخية
ولم ننسَ أن التشويه قد طال عصر النبوة من خلال تحريف الأحاديث و ( الإسرائيليات ) التي احتاجت الكثير من مجهود علماء الأمة لتصحيحها ، فمازال علماء الأمة مهتمون بتنقيح وفرز كل ما هو غريب ودخيل على هذا الدين ، ولكن ما يزعج ويقوم على ( تحريك الوتد ) أن يقوم هؤلاء بالاصطياد في ( المياه العكرة ) والاعتماد على الكتب المحرفة ، أو التي طالتها الأهواء الشخصية في العصور الغابرة
نعم أعلم عزيزي القارئ أنني كتبت ما سبق من كلمات بشكل غير متخصص ، أو كما يقال ثقافة عامة ، لكني بها أبرأ إلى الله من كل من تطاول على دينه ، وعلى نبيه وأهله وصحبه وبأنني فعلت ما في وسعي لنصرة دينه والذود عنه داعياً علماء الأمة للقيام بواجبهم بالرد على مثل هؤلاء الشرذمة الذين بدأوا الطعن في آل بيت النبوة فهل ننتظر أن يوقدوا ناراً قد تقضي على الأخضر واليابس مثل ( سلمان رشدي ) عليه من الله ما يستحق ، فهل ننتظر حتى يشككوا ويسبوا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ؟ أم نجد من علماء الأمة من يهب لنصرة دينه ونبيه وآل بيته فيقارع الحجة ويدحض كذبهم اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد
صالح المسعودي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى