
المتابع للمشهد الإقليمي الملتهب على مدار سنوات، يجد أن محاولات جر القاهرة لحرب مسلحة خارج إقليمها، تتكرر من حين لآخر مع كل نجاح دبلوماسي تخطوه، بداية من ليبيا وتهديد الحد الاستراتيجي لها، والآن السودان.
مصر بقياداتها السياسية وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي تدرك جيدًا أن ما يدور في السودان هو محاولة لجرها لصدام مسلح، ومحاولة لتشتيت الجهود، وهو ما سيترتب عليه إنهاك الدولة في وقت اقتصادي حرج.
عملية استهداف الجنود المصريين في قاعدة مروى الاستراتيجية كانت محاولة بائسة لاختبار حكمة الدولة المصرية.
حمدان دقلو “حميدتي” ومن يقف وراءه يدرك جيدًا أن القاهرة سترد على استهداف جنودها، مدفوعة بمقاربات عدة، على رأسها المصلحة الوطنية وحفظ الأمن القومي، لكن نحن من يحدد الرد المناسب.
من يريد إقحام القاهرة في حرب يدرك جيدًا قدرتها عسكرياً على حسم الأمور، لكن صنع فخاخ إقليمية كفيل بتشتيت انتباهها، واستنزاف قدراتها على المدى البعيد.
على الجميع الالتزام بالموقف الرسمي للدولة ولا حاجة لمبادرات إعلامية على صفحات السوشيال ميديا بالحديث عن ضربات للطيران المجهول ونسبته لمصر، أو الحديث عن عمليات عسكرية في العمق السوداني، الموقف واضح وصريح، القوات المصرية المتواجد في قاعدة مروى الاستراتيجية في إطار تدريبات عسكرية معلنة من الأساس.
تؤكد مصر في كل أزمة على دعمها لشرعية لدول ووحدة مؤسساتها، ودول الإقليم جميعها تدرك ذلك، وخير دليل مسارعة الجميع لمحادثة الرئيس السيسي، بداية من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش، ورئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، وكلاهما أكد حرصه على التواصل مع الرئيس السيسي، في ظل الدور الفاعل والمحوري لمصر في صون الأمن والاستقرار في المنطقة، خاصةً ما يتعلق بدعم المسار الانتقالي في السودان.
نجح الرئيس السيسي في خلق موقف دولي يدعو لتغليب صوت الحكمة والحوار السلمي و إعلاء المصلحة العليا للشعب السوداني، ووقف إطلاق النار، وضرورة سرعة وقف العمليات العسكرية لما لها من تداعيات سلبية خطرة على استقرار السودان، والمنطقة ككل.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.