محمودعبدالواحد يكتب للاسف توفت وتلاشت كلمة….( عيب )

محمود عبد الواحد

(عيب )

كانت قائدة ورائدة في زمن الاباء والأجداد .
حكمت العلاقات بالذوق ووضعت حجرالأساس لأصول التربية السليمة تحياتي لتلك الكلمة التي
عرفناها من أفواه الأمهات والاباء .
تقبلناها بحب وتعلمنا أنها ما قيلت إلا لتعديل سلوكنا فاعتبرناها مدرسة مختزلة في أحرف .
تحياتي لأكاديمية ( عيب ) التي خرجت زوجات صابرات ،
صنعن مجتمعات الذوق والاحترام وتخرج منها رجال بمعنى الكلمة كانوا قادة في الشهامة والرجولة !!!
أبجديات ( عيب ) جامعة بحد ذاتها ، وحروفها المجانية بألف دورة مدفوعة التكاليف .
بحروفك يا كلمة عيب : قدر الصغير الكبير ، واحترم الجار جاره ،
وتداولنا صلة الأرحام بمحبة وشوق .
كان الأب يقف ويقول عيب : عمك خالك ، جارك ، سلم ، سامح .
كان يقال للبنت : ( عيب ) لا ترفعي صوتك ، عيب لا تلبسي كذا ، فتربت البنات على الحشمة والستر والأدب والأخلاق .
وتربى الشباب على غض البصر ، عيب لاتنظر للنساء . لاترفع صوتك بوجه استاذك . لاتهزأ من المسن .
وتربى الصغار على عيب لا تنقلوا سر الجار والدار .
لاتسأل صديقك ما دينك . ماطائفتك .
( عيب ) كانت منبرًا خطبة يرددها الأهالي بثقافتهم البسيطة ،
لم يكونو خطباء ولا دعاة أو مفتين ، وإنها هي كلمتهم لإحياء فضيلة وذم رذيلة .

كلمة ( عيب )

ثرنا عليها ذات يوم عندما قلنا علمونا
العيب قبل ( الحرام ) وتمردنا عليها ظنا منا أننا سنعلم الجيل بطريقة أفضل . فأخذنا الحرام سيفا بدون عيب .
فنشأ جيل جديد لم نفلح في غرس كلمة ( عيب ) ولا شقيقتها الكبرى ( حرام ) في التفاهم مع سلوكياته أو مع التطوير والتزوير المستمر في العصر والمفاهيم والقيم حتى ماتت كلمة ( عيب ) وانتهت من قاموس التربية .

إنا لله و إنا إليه راجعون .

تحية من القلب
للأجداد والجدات والآباء والأمهات والعمام والعمات ولكل موجه الذين استطاعوا ان يجدوا كلمة واحدة يبنوا بها أجيالآ تعرف الأدب والتقدير والاحترام في الوقت الذي أخفقت محاولاتنا بكل أبجديات التربية الحديثة المتطورة .
الي أحبتي وخاصتي جمعه مباركه ودعوات لكم ولابنائكم ان يكونوا أحفاد تلك المعاني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى