رشاد مرسي يكتب :كان صرحا من خيال فهوي ….. قراءه في عملية طوفان الاقصي

ما فائدة هذه الانتفاضه والفزعه العالميه لنجدة الاحتلال الاسرائيلي المجرم، الحقيقه الساطعه ان خسائر الاحتلال اكثر مما يعدون وان ما يخبئه الصهاينه اعظم مما يظهرون والخيبة والعار اكبر من هزيمة 1973 واكثر 10 اضعاف من هجمات 11 سبتمبر ، قلب “طوفان الأقصى” المعادلات القائمة في المنطقة ، وتدفع اسرائيل لفوضى قد تستمر 50 عام ، الولايات المتحده الامريكيه، الدوله راعية ومصدر الفوضي والارهاب في العالم والمهزومة ، التي لم تتعلم الدروس من فيتنام الي العراق الي طالبان افغانستان واخيرا في اوكرانيا ، عوضا عن ان تعترف بفشلها بحل الدولتين للقضيه الفلسطينيه الذي هي راعية مفاوضتها منذ 50 عاما ، جاءت بحاملات طائرات وتزويد الاحتلال المجرم بالصواريخ والمدافع لقتل الاطفال والنساء وتدمير قطاع غزه بأكمله لتسقط اقنعة حقوق الانسان والانسانيه وازدواجية المعايير الانسانيه التي يمارسها الغرب مع العرب.

مثل كذبة النووي العراقي التي دمرت بسببها العراق، الرئيس الامريكي بايدين ووزير خارجيته بلينكن اليهودي حاولوا ان يكذبوا علي العالم مره اخري، بكذبة قطع رؤوس الاطفال وثبت كذبها وخرجت مذيعة ال بي بي سي، ساره سيندر وكذبتها واعتذرت قائله “انا آسفه وكنت بحاجه الي ان اكون اكثر حذرا في كلماتي” وكذبت المجرم قاتل الاطفال ، نتنياهو واتهمت مكتبه انه هو من روج لهذه الكذبه ، وعلي الرغم من تكذيب البيت الابيض نفسه لهذه الكذبه ، إلا ان بايدين في زيارته الي اسرائيل عاد ليعيد نفس الكذبه ، انهم لا يخجلون.

الجيش الاسرائيلي ” كان صرح من خيال فهوي فهوي “عسكريا واستخباريا وتكنولوجيا وسبرانيا وانهار ذلك كله تحت اقدام ما يقارب من 1500 من مقاتلي المقاومه هاجموا الاحتلال من البر والبحر والأنفاق وقتلوا وأسروا واستولوا على آليات واسلحه عسكرية إسرائيلية ، اصبحت اسرائيل من غلاف غزة الي تل ابيب تحت قصف صواريخ القسام علي مدار الساعه ولا يزال بعد مرور 12 ايام من طوفان ، يخترق ويضرب في العمق ويتسلل ويشتبك مع الاحتلال في مستوطنات غلاف غزه ويطور ادواته ويكسب علي الارض، والمدهش ان جيش الاحتلال يعلن كل يوم مجموعه من جنوده القتلي العمليه حتي يذكر شعبه والعالم بعاره وخيبته كل يوم.

الصدمه والخيبه الكبري من عملية #طوفان الاقصي هي كانت ايضا للولايات المتحده واوروبا ، فذلك الطفل المدلل الذي زرعته امريكا في المنطقه واحتضنته بدعم مفرط لمدة 50 عام ، سياسيا وعسكريا الا ان اصبح من اقوي الجيوش العالميه باكبر ميزانية تسليح عالميا بمبلغ 24 مليار دولار من الداخل + 3.3 مليار اعانه امريكيه، حتي اصبحت شعبية إسرائيل في امريكا نفسها تزيد عن شعبية رؤساء امريكا ، كل ذلك لتكون زراعها في المنطقه ولتحمي مصالحها، خاصة بعد سقوط ضحايا امريكيين واوربيين ، وفجأة تبين أن هذا “الصرح اصبح خيال” وتحتاج لمن يحميها ، ببساطه لان جنود الاحتلال لا يدافعون عن ارضهم ولا عن قضيه ، كل ذلك يحدث من المقاومه في غزه فقط دون انخراط حزب الله في الحرب ، التي تعلم اسرائيل نفسها ان ما يمتلكه حزب الله عشرات الاضعاف ما تمتلكه المقاومه في غزه ان اجتاحت اسرائيل القطاع سوف بفاجئ كما فوجئ في 7 اكتوبر وتتغير مجريات الحرب وربما يصبح هناك شكوك في وجودها.

وزير الخارجيه الامريكي الذي صرح بمجرد وصوله الي اسرائيل ، انه لم ياتي بصفته وزيرا لخارجية امريكا وانما اتي بصفته يهودي، عذب اجداده وظهر وكانه متحدثا رسميا بإسم الاحتلال ، جاء ليثأر لاجداده ، وتدمر غزه علي رؤوس اهلها ، سوف يعود بخفي حنين ، لانه وجد الدول العربيه مجتمعه علي رفض صفقة القرن المزعومه وتهجير قطاع غزه خلافًا لما وجده من اجماع اوروبي غير مسبوق علي الوقوف صف واحد ضد روسيا في حربها ضد اوكرانيا. والرساله واضحه الي بلينكن ، لا يمكن السكوت علي هذه الجرائم.

الاحتلال الصهيوني المجرم الجبان الذي يفشل في المواجه علي الارض ، قتل حتي اليوم 4000 منهم اكثر من 1000 طفل واكثر من 15 ألف جريح ودمر القطاع ، قصف المستشفيات ، هجر السكان ، ارتكب في القطاع كل انواع جرائم حرب ، كل ذلك بدعم وتحت رعاية ومباركه امريكيه واوروبيه ، مزدوجي الانسانيه ، ولكن التاريخ يعلمنا ان حقوق الشعوب لا تعود بدون تضحيات والمؤكد ان طوفان الاقصي سوف تعيد احياء القضيه الفلسطينيه امام الرأي العام العالمي وتضعها علي الطريق الجدي للحل وليفهم قادة امريكا والغرب ان العنف لا يولد الا العنف ولا استقرار ولا امان للاحتلال والمنطقه بدون حل الدولتين واقامة دوله فلسطينيه “ذات سياده” وإن اتسعت الحرب وعمت الفوضي المنطقه فلن يخرج منها فائز ولن تستثني احدا لا امريكا ولا الغرب وتهدد السلم والامن العالميين.

• الخسائر علي المستوي الاقتصادي،

مثلت عملية طوفان الاقصي ضربه موجعه لاقتصاد الاحتلال الاسرائيلي وبات يعيش اسوا انهياراته منذ حرب عام 1973، وستظل تلازمها علي الامد الطويل ، اصبحت دولة الاحتلال مصنفه دوله خطره وغير أمنه مثلها مثل سوريا ، اليمن وافغانستان ، الغيت رحلات شركات الطيران العالميه الي مطارات تل ابيب بسبب وقوع مطار بن غوريون الرئيسي والمطارات الاخري تحت قصف صواريخ المقاومه علي مدار الساعه ، الغاء حجوزات الفنادق وهروب السياح، ضرب القطاع السياحي في مقتل بعد ان حقق نموا غير مسبوق العام الماضي كما وان اصبحت دولة الاحتلال دوله غير امنه، كل دول تنصح رعاياها عدم السفر اليها ودشنت جسور جويه وبحريه فقط لنقل رعايا الدول من دولة الاحتلال، وفي المقدمه منهم رعايا الولايات المتحده واوربا.

وضع دولة الاحتلال في حالة طوارئ واستدعاء 340 الف من الاحتياط خلال 48 ساعه ولمده طويله يكلف ميزانيتها المليارات ، هؤلاء الجنود الاحتياط بطبيعة الحال هم قوه عامله في القطاعات الاقتصاديه المختلفه ، مما يؤدي الي شلل في هذه القطاعات ويرفع تكلفة الحرب الاقتصاديه ، حيث تكلف الحرب دولة الاحتلال اكثر 120 مليون دولار يوميا نتيجة توقف الانتاج في عدة قطاعات ، مثل التجاره والصناعه والزراعه

ضربه قويه لطموحات الاحتلال في ان تصبح مركز اقليمي بعد ان اوقفت تصدير الغاز عبر خط البحر المتوسط واقفت الانتاج في حقول اخري ، وعدم اليقين لدي المستثمرين الاجانب في هذا القطاع علي مستقبل استثماراتهم ، ضربت العمليه الاستثمارات الاجنبيه في اسرائيل في مقتل من خلال هروب الشركات متعددة الجنسيات وخاصه الشركات التي تعمل في مجال تكنولوجيات المعلومات وعددها 7 الاف شركه وتحويل اموالها والعاملين بها للخارج او تسريحهم ، بعد ان بلغت قيمتك الاستثمارات الاجنبيه ، 28 مليار دولار عام 2022 بنسبة 27% من الناتج المحلي الاجمالي للكيان الصهيوني.

انهار مؤشر البورصه الاسرائيليه بنسبة 8% في اليوم التالي للعمليه وبلغت خسائرها حوالي 20 مليار دولار في يوم واحد كام وانهار الشيكل الي ادني مستوي له في 8 سنوات ، وجاء القطاع المصرفي في القطاعات من حيث الخسائر، حيث خسرت قيمته السوقية ما يزيد على نسبة 8.7%، نتيجة لعمليات البيع الواسعة، وتتجه المؤسسات الماليه العالميه لخفض تصنيف دولة الاحتلال وما له من تبعات معروفه ولا يزال وسيظل اقتصادها ينزف الي امد بعيد.

زرعت عملية طوفان الاقصي الرعب في مستوطنات غلاف غزه ومستوطنات الشمال علي الحدود مع لبنان ولاول مره في تاريخ دولة الاحتلال يتم اجلاء المستوطنات ووضعها كمناطق عسكريه ، مما يدفع سكان هذه المستوطنات الي الهروب في هجره عكسيه وعدم العوده لهذه المستوطنات ، فهم يعلمون انهم جلبوا من ارجاء العالم ليقيموا علي ارضي هي ليست ارضهم ، ذلك ما تخشاه دولة الاحتلال منذ نشأتها وهي التي تسعي الي جذب يهود العالم الي الهجره اليها.

فقدت دولة الاحتلال هيبتها وكُسرت شوكتها وقوتها علي الردع ولن يعودا لها ، وإن قتلتوا المدنيين ، الاطفال والنساء وقصفوا المستشفيات ودمروا الاخضر واليابس في قطاع غزه ،وارتكاب جرائم حرب فهي في الاصل كيان نشأ علي كل هذا الاجرام والفصل العنصري ، فكل هذه المجازر ضد المدنيين والاطفال والمستشفيات والمدارس والحصار والعقاب الجماعي، هو دليل ضعفها وهزيمتها.