إيهاب أدونيا يكتب : اعتذار غير مقبول
بقلم – إيهاب أدونيا :
الإعتذار ذلك المصطلح الذي تتمنى أن يسمعه الكثير من المخطئ إليهم سواء إلى شخصهم أو إلى وظيفتهم أو إلى نفسيتهم وهلما جرى.
ولكن ليس كل اعتذار مقبول، فمن المفترض أن الاعتذار الذي لا يجدي إلى حل مشكلة من أساء له فليس له فائدة وإنما هو “سد خانة” أو ” تأجيل لأزمة” أو هروب من الواقع أحيانا”.
ويرادوني هنا لقاء بين البابا تواضروس الثاني والأنبا ابانوب وكما جاء في البيان الصادر عن المتحدث الرسمي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية “أن الأنبا ابانوب أعتذر عنما بدا منه” وأن البابا قبل اعتذاره.
ولنا هنا وقفة… أولا في الصورة الإعلامية التي خرجت لنا عن هذا اللقاء،
حيث كان البابا مكشر الوجه غير باسم و الأنبا ابانوب منبوذا في الصورة على أقصى اليمين
وليس مقبلاً ليد قداسة البابا كما هو العرف بين الرتب الكهنوتية وقت الإعتذار وطلب الصفح أو الحِل،
بل إن البابا محاوطا بأسقفين أخرين، ويُفهم من المشهد أن هذان الأسقفان كانا بمثابة حمامة سلام وواسطة بين الأنبا ابانوب و البابا تواضروس
خاصة بين الأزمة المصطنعة التي صنعها الأنبا ابانوب والهالة المقدسة الزائفة التي وضعها فوق رأسه تحت حجة “الدفاع عن العقيدة الطائفة الأرثوذكسية”،
بينما حلم البابا وطول أناته وستره على رجاله اكتفى بأن يوضح في إحدى العظات بان للأنبا ابانوب “ضعفات” ولم يوضحها كفعل أي أب يستر على أخطاء ابنه.
هذا من جهة ومن جهة أخرى، لم يذكر لنا البيان عما أعتذر عنه الأنبا ابانوب
ولماذا تراخى البابا تواضروس عن تنفيذ قرارات اللجنة الدائمة للمجمع المقدس من حيث محاسبة والتحقيق مع الصفحات المشبوهة التي تهاجم البابا والتي تم استغلالها بشكل جيد في إيقاد الوقيعة بين الأنبا ابانوب والبابا تواضروس.
هذا المشهد الكنسي هو غريب عن الكنيسة الأرثوذكسية التي دوما على مر السنين كنيسة
غير منقسمة واحدة وجامعة تخضع لقرار البابا والمجمع المقدس ويؤمنون بمقولة “ابن الطاعة تحل عليه البركة” فماذا جرى لها؟! .
وماذا سيحدث لها وهل نتوقع قريبا انقساما داخل الكنيسة المصرية كما حدث في أثيوبيا
وتصبح هناك كنيستان “الكنيسة الأرثوذكسية السلفية” و”الكنيسة الأرثوذكسية الإصلاحية”.
هذا ما لا أتمنى أن يحدث.. حفظ الله الكنيسة ووحدتها على مر الدهور.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.