د.ماجد الركبي يكتب …سوريا الأمل والمستقبل والروح الواحدة
سوريا، بلد الحضارات العريقة، وأرض التاريخ العميق، تمثل نموذجًا للشموخ والصبر، مهما اشتدت المحن. هذه الأرض التي تحمل في ذاكرتها ماضياً جميلاً مليئاً بالعراقة والتنوع، تتطلع إلى مستقبل مشرق ينهض فيه شعبها بروح واحدة تحمل الأمل والإرادة الصلبة.
الماضي الجميل: إرثٌ يفوح بالخير
عندما نعود إلى الماضي الجميل، نجد سوريا رمزًا للتعايش والمحبة. أرضها كانت مهدًا للتنوع الثقافي والعرقي، حيث عاش الناس بمختلف أديانهم وطوائفهم متحابين ومتآخين. تذكرنا هذه الصورة بقول الله تعالى:
> “وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم” (الحجرات: 13).
فهذه الآية تؤكد أهمية التعارف والتعايش في بناء المجتمعات القوية.
من أزقة دمشق القديمة، إلى بساتين حلب، ومن تدمر الأسطورية إلى أسواق حمص وحماة، كانت سوريا دائمًا منارة للتجارة، والعلم، والثقافة. المثال الحكيم الذي يقول: “من زرع حصد” ينطبق تمامًا على أهل سوريا الذين زرعوا في أرضهم الخير وحصدوا منها حضارةً عريقةً خلّدها التاريخ.
الأمل: شعلة لا تنطفئ
رغم الأزمات والتحديات التي مرت بها سوريا، فإن الأمل لا يزال حيًا في قلوب أبنائها. الأمل الذي يعكسه أطفال يلعبون في الشوارع، وعمال يعيدون بناء ما تهدم، وطلاب يدرسون لبناء مستقبل أفضل. إن روح الإصرار هذه تنسجم مع قول الله تعالى:
> “فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا” (الشرح: 5-6).
فمهما اشتدت الصعاب، فإن المستقبل يحمل في طياته يسرًا وازدهارًا.
لوح الواحدة: الطريق إلى النهضة
الروح الواحدة التي تجمع الشعب السوري هي مفتاح النهوض من جديد. فالوحدة والتعاون هما أساس بناء مجتمع قوي قادر على مواجهة الأزمات. كما يقول المثل: “الاتحاد قوة، والفرقة ضعف”.
إن العودة إلى القيم الإنسانية التي جمعت السوريين في الماضي هي الخطوة الأولى نحو بناء مستقبل مزدهر. من خلال تعزيز التعليم، وتشجيع العمل الجماعي، والتمسك بالقيم الدينية والإنسانية، ستعود سوريا إلى مكانتها كقلب نابض للشرق الأوسط.
سوريا ليست مجرد بلد، بل هي رمزٌ للصبر، والعزيمة، والأمل. ماضيها الجميل يذكرنا بجوهرها الحقيقي، وحاضرها الصعب يحفزنا للعمل من أجل مستقبل أفضل. وبتكاتف شعبها وبالروح الواحدة، ستنهض سوريا من جديد لتكون كما كانت دائمًا: أرض الحضارة والسلام
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.