اشرف محمدين يكتب : التحكيم في مصر بين ”الفنتازيا والواقع”

في كل مباراة مهما كانت البطولة أو الفريقين المشاركين، يصبح التحكيم في مصر هو بطل المباراة الثاني (أو الأول حسب التوقيت). وعندما تكون الكرة في الهواء، يتوقف الجميع عن التنفس في انتظار قرار الحكم، الذي قد يغير مجرى المباراة… أو يعقد الأمور بشكل لا يُصدق! وعندما ننتظر قرار الحكم، وكأننا ننتظر نهاية مسلسل درامي من نوع خاص، قد يكون بطلها هو الحكم نفسه، وليس اللاعبين. ما بين الفنتازيا والواقع، يظل التحكيم المصري واحدًا من أكثر المواضيع التي تستحق أن تُروى في حكايات طويلة.
الحكم “المفاجئ”
في مصر، لدينا نوع خاص من الحكام. هؤلاء الذين يبتكرون قرارات لم يتوقعها أحد، حتى الجوهري نفسه. والمثير في الأمر هو أن الحكم في اللحظات الحاسمة يبدو وكأنه قرر “إضافة حبكة درامية” للمباراة، بحيث تصبح قراراته أكثر غرابة من الخيال نفسه. مثلًا، في إحدى المباريات، قام الحكم بطرد لاعب ليس لأنه ارتكب خطأ، بل لأنه “كان يعتقد أن اللاعب كان يخطط للتمرير في الاتجاه المعاكس”. حتى أنك لو جبت حكمًا من غير مكان، أكيد هتلاقيه لابس زي التحكيم المصري ويطلع بأفكار مبتكرة، وهنا تبدأ الأسئلة: “هل هو يقرأ أفكار اللاعبين؟ أم أنه مجرد نابغة في تحديد الأخطاء من غير ما يشوف؟”
التكنولوجيا… ولكن بنكهة مصرية
على الرغم من أننا نعيش في عصر “الفار”، إلا أن التكنولوجيا لم تُحل أي مشاكل حتى الآن، بل أصبحت أداة لتحفيز الخيال المصري. ففي إحدى المباريات، لجأ الحكم إلى الفار لتأكيد قراره، ولكن عندما عاد، قال بكل ثقة: “الفار نفسه كان مش متأكد، بس أنا متمسك برأيي”. وفي حالات أخرى، يمكن أن تكتشف فجأة أن الفار كان مشغولًا في تحليل المباراة بالطريقة الخاصة به. البعض يقول إن الفار يتخيل أنه في فيلم خيال علمي، بينما الآخرون يشككون في أنه مجرد جهاز يتعرض لحالة نفسية من كل هذه القرارات الغريبة.
الاعتراضات: رياضة فرعية
لو فكرت في التسلية في المباراة، يمكن أن تتابع الاعتراضات على القرارات التحكيمية. فكل فريق، حتى لو كان متقدما، يرفع شعار “التحكيم السبب”. وبينما يقف المدربون على خط التماس كأنهم في امتحان رسمي، يبدؤون في تقديم اعتراضاتهم بأكثر الأساليب دراماتيكية، مما يجعل المشهد يتحول إلى عرض مسرحي غير متوقع. وفي هذا السياق، أصبحنا نعلم أن الإعتراضات على القرارات أصبحت جزءًا لا يتجزأ من “اللعبة”. وكلما زادت الاعتراضات، زادت الإثارة! كأن التحكيم هو حلقة إضافية في مسلسل “الكوميديا الرياضية”.
الحكم وتفسير “العدالة”
“العدالة” في نظر الحكم المصري ليست مجرد حكم عادٍ، بل هي مزيج من الغموض والخيال. فكلما سُئل أحدهم عن حكم مثير للجدل، يرد قائلاً: “هو في حد ممكن يفهم التحكيم في مصر؟” وكأنها معادلة رياضية تستدعي “محلل نفسي”. ومع كل قرار غريب، يتساءل الجمهور في دهشة: “هل هذا القرار جاء وفقًا لقانون اللعبة؟ أم أن هناك قانون سري لا نعلم عنه شيئًا؟”، فالحكام في مصر هم أكثر من مجرد موجهين للقرارات؛ هم في الحقيقة فنانين يبذلون جهدًا كبيرًا في خلق جو من الحيرة الدائمة!
التحكيم في مصر: فن أضحى أصيلًا
وبالنهاية، بعد كل هذه المواقف الطريفة التي نشهدها، يتبين أن التحكيم في مصر أصبح فنًا أصيلاً لا يقل شأنه عن رياضات أخرى. أصبحنا نعيش لحظات مليئة بالإثارة والدهشة، ولا يمكننا التنبؤ بما سيحدث في كل قرار. بل إن النقاشات بين الجمهور حول قرارات التحكيم أصبحت أطول من المباريات نفسها، وإذا كان هناك شيء يمكننا أن نكون متأكدين منه، فهو أن كل مباراة تحتوي على عنصر مفاجأة متوقع! و كوميديا جديدة لكل مباراة .
“في النهاية، كل مباراة في مصر هي مزيج من الحب والحيرة… والحكم بيظل دايمًا بطل المباراة، بس في طريقة مش مفهومة! بعد كل قرار غريب، تلاقي الجماهير كلها بتقول: ‘الحكم ده لو مش معانا، كان لازم يكون معانا في العيشة اليومية.