في الاسماعيليه…”حقك تشرب مياه”.. مبادرة مجتمعية تُعيد الحياة إلى قرية النصر بعد 18 عامًا من العطش…صور وفيديو !!!

تحقيق : علاء سليم

في قرية النصر، التابعة لمركز القنطرة غرب بمحافظة الإسماعيلية، لم تكن المياه مجرد مورد طبيعي، بل حلمًا بعيد المنال لأكثر من 18 عامًا. منذ عام 2006، يواجه سكان القرية معاناة يومية بسبب انقطاع المياه، ما دفعهم إلى البحث عن حلول بديلة، كشراء المياه أو نقلها من أماكن بعيدة، وهو ما أرهقهم اقتصاديًا وصحيًا.

وسط هذه الأزمة، انطلقت حملة “حقك تشرب مياه” بقيادة الدكتور منصور المغربي والدكتورة جيهان شاهين، أبناء القرية، بهدف إنهاء هذا الحرمان الطويل وإعادة تدفق المياه إلى كل منزل.

القضية: كيف بدأت الأزمة؟

تعود جذور المشكلة إلى تعطل خط المياه الرئيسي الذي يمد القرية، حيث تسببت عدة عوامل في تفاقم الأزمة:

تآكل المواسير بفعل الزمن، مما أدى إلى تسرب المياه وانخفاض الضغط.

نمو جذور أشجار المانجو داخل خطوط المياه، مما أدى إلى انسدادها بشكل شبه كامل.

تجاهل المشكلة لسنوات رغم محاولات الأهالي المتكررة لإيجاد حلول من خلال الشكاوى والمطالبات الرسمية.

ضعف البنية التحتية وعدم وجود صيانة دورية للشبكة.

مع غياب الاستجابة الفعالة من الجهات المسؤولة، استمرت المعاناة حتى قرر بعض أبناء القرية أخذ زمام المبادرة بأنفسهم.

إطلاق الحملة: من الفكرة إلى التنفيذ

في مايو الماضي، بدأ الدكتور منصور المغربي والدكتورة جيهان شاهين بالتواصل مع شركة المياه بمحافظة الإسماعيلية والقنطرة غرب، مطالبين بإيجاد حل جذري لأزمة المياه في القرية. وبعد مشاورات مع الجهات التنفيذية، انطلقت حملة “حقك تشرب مياه” كاستجابة عملية لاحتياجات الأهالي.

تميزت الحملة بأنها ليست مجرد مطالبات، بل تنفيذ فعلي للإصلاحات، حيث قام د. منصور المغربي وزوجته د. جيهان شاهين بتمويل عمليات الصيانة، متبرعين بتكاليف المعدات والمواد اللازمة، لضمان إعادة تشغيل شبكة المياه بكامل طاقتها.

تحديات في طريق الإصلاح

لم يكن إصلاح الشبكة مهمة سهلة، بل واجه الفريق عدة عقبات، أبرزها:

1. إزالة الأشجار التي نمت جذورها داخل المواسير، وهو ما تطلب موافقة أصحاب الأراضي المتأثرة.

2. تحديد أماكن الأعطال بدقة، حيث كان العديد من التسربات مخفية تحت الأرض.

3. توفير التمويل اللازم، حيث لم تكن هناك ميزانية حكومية مخصصة للإصلاح الفوري، مما دفع المتبرعين لتغطية التكاليف.

4. تنسيق الجهود بين الجهات التنفيذية والمجتمع المحلي لضمان تنفيذ الإصلاحات دون تعطيل الحياة اليومية للأهالي.

الإنجازات المحققة حتى الآن

رغم التحديات، استطاعت الحملة تحقيق تقدم كبير في زمن قياسي، حيث تم:

إصلاح جميع الأعطال في الخط الرئيسي واستبدال المواسير التالفة.

إعادة تشغيل “البوستر” وضخ المياه إلى البيوت عبر الشبكة الرئيسية والفرعية.

تغيير المواسير المتهالكة التي تأثرت بجذور الأشجار، بموافقة أصحاب الأراضي.

إعادة ربط الخطوط المقطوعة وربط الوصلة بين كوبري عبدالمحسن والخط الرئيسي.

صيانة المحابس وإصلاح أكثر من 13 كسرًا في الشبكة.

تركيب أكثر من 100 متر مواسير PVC مقاس 6 بوصة لضمان التدفق السلس للمياه.

الجانب الإنساني والتعاون المجتمعي

لم تكن هذه الحملة مجرد مشروع صيانة، بل كانت مثالًا حيًا على تكاتف المجتمع المدني مع الجهات الحكومية، حيث لعب الأهالي دورًا محوريًا في نجاحها، من خلال المشاركة في عمليات الحفر والصيانة بالتعاون مع الفنيين.

تقديم الدعم المادي والمعنوي للحملة.

الموافقة على إزالة الأشجار التي تعيق تدفق المياه.

وقد أشرف على تنفيذ الأعمال شخصيات محلية وتنفيذية، من بينهم:

د. إيمان عبدالرحمن – رئيس الوحدة المحلية لقرية النصر.

أ. عواد – سكرتير القرية.

المهندس عبدالله علي سالم – رئيس شبكات مياه القنطرة غرب.

أ. محمد حسين – رئيس شبكة مياه قرية النصر.

الفني صابر عبد الجليل – ممثل شركة المياه.

التأثير الإيجابي للمبادرة

1. تحسين جودة الحياة

إعادة المياه إلى قرية النصر غيّرت حياة الأهالي بشكل جذري، حيث أصبح بإمكانهم الحصول على مياه نظيفة بسهولة، دون الحاجة إلى التنقل لمسافات طويلة أو شراء المياه بأسعار مرتفعة.

2. تعزيز الصحة العامة

الاعتماد على مياه غير نظيفة لفترة طويلة تسبب في العديد من المشكلات الصحية، مثل الأمراض الجلدية والتهابات الجهاز الهضمي. بفضل الحملة، أصبح لدى الأهالي مصدر آمن للمياه، مما يحد من هذه المشكلات.

3. تقليل العبء المالي على الأسر

كان شراء المياه أو نقلها من أماكن بعيدة يشكل عبئًا ماديًا كبيرًا على الأسر الفقيرة. الآن، أصبحت المياه متوفرة داخل المنازل، مما خفّف الأعباء المالية عن السكان.

جهود مجتمعية وتكاتف أهالي القرية

لم تكن هذه الحملة مجرد مبادرة فردية، بل جاءت ثمرة تعاون مشترك بين الأهالي والجهات التنفيذية، وقيادات حزب حماة الوطن بمركز القنطره غرب ولاء الديب أمين  تنظيم الحزب بالقنطرة غرب  و عبدالكريم المغربي أمين الوحدة الحزبية بقرية النصر

كما ساهم العديد من الشخصيات المجتمعية من أبناء القرية ورجال الأعمال في دعم الحملة وتوفير الموارد اللازمة.

وهم أبناء عائلة عودة و اولاد ابو سعيد العرايطه والشيخ حربي ود. هشام سعيد ومستشار ربيع سالم ود.حافظ سالمان و ابراهيم صابر و الحج شحته حسن والحج مختار جوده

4. نشر ثقافة الحفاظ على المياه

ساهمت الحملة في توعية الأهالي بضرورة ترشيد استهلاك المياه والحفاظ عليها، لضمان استدامة الموارد وعدم تكرار المشكلة في المستقبل.

دور الجهات الرسمية والمستقبل المنتظر

رغم النجاح الكبير للحملة، لا تزال هناك بعض التحديات التي تحتاج إلى معالجة لضمان استدامة الحل، ومنها:

الاستمرار في صيانة الشبكة بشكل دوري لمنع حدوث أعطال جديدة.

توسيع نطاق المبادرة لتشمل قرى أخرى تعاني من مشكلات مماثلة.

تحفيز الجهات الحكومية على الاستثمار في تطوير البنية التحتية للمياه في المناطق الريفية.


“حقك تشرب مياه”.. نموذج مشرف للعمل المجتمعي

أثبتت حملة “حقك تشرب مياه” أن التغيير الحقيقي لا يحتاج دائمًا إلى قرارات حكومية، بل يمكن أن يبدأ بمبادرات مجتمعية يقودها أفراد لديهم حس بالمسؤولية تجاه مجتمعهم.

هذه المبادرة لم تُعد فقط تدفق المياه إلى قرية النصر، بل أعادت معها الأمل والتضامن وروح التعاون بين الأهالي. وما زال العمل مستمرًا حتى تصل المياه إلى كل منزل، ليصبح هذا المشروع نموذجًا يُحتذى به في جميع أنحاء مصر.

  1. VID-20250204-WA0010

هل يمكن لهذه المبادرة أن تلهم مجتمعات أخرى لحل مشكلاتها بجهود ذاتية؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى