حوار مفتوح مع شريف الأسواني عن حملة شباب العالم للسلام و القضية الفلسطينية

حوار مفتوح يجمعنا اليوم مع رئيس كيان رواد مصر، شريف الأسواني، حيث نتطرق للنقاش حول حملة شباب العالم للسلام ودورها في تسليط الضوء على القضية الفلسطينية، حيث يحمل الحوار أبعادا متعددة، بدءا من أهداف الحملة وتجسيدها لقيم السلام العالمي، وصولا إلى تأثيرها في دعم الحوار والنقاش حول الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وقال شريف الأسواني، رئيس كيان رواد مصر، إن حملة “شباب العالم للسلام” تهدف إلى تسليط الضوء على قضايا إنسانية عالمية، مع التركيز بشكل خاص على القضية الفلسطينية والصراعات المأساوية التي تزايدت في أوكرانيا، والتي أودت بحياة العديد من المدنيين الأبرياء، كما أن المبادرة تؤكد أهمية دعم الاستقرار العالمي ودفع حلول السلام العادل، بما في ذلك تطبيق رؤية حل الدولتين للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، ويعتمد المشروع على تقنيات رقمية حديثة، لتعزيز الضغط على القادة السياسيين والمجتمع الدولي لتحديد مسار نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود الرابع من يونيو 1967.
وفي تصريح خاص لـ”الضمير”، أوضح الأسواني أن المبادرة تعتمد على استراتيجيات محددة تشمل:
الإعلام والتواصل الاجتماعي: العمل على نشر محتوى يوثق النزاع الفلسطيني وحقوق الشعب الفلسطيني عبر منصات التواصل الاجتماعي والموقع الرسمي للحملة.
التعاون مع الإعلاميين والمؤثرين: رفع الوعي بالقضية الفلسطينية وجمع توقيعات تضامنية عبر استمارات إلكترونية موثقة تمثل رسالة عالمية لدعم قضيتهم.
تنظيم فعاليات: إقامة معارض صور تروي معاناة المجتمعات المتضررة وآثار النزاعات على البنية التحتية والقيم الإنسانية.
التوثيق والشهادات الإنسانية: جمع ورصد شهادات عن الجرائم المرتكبة والانتهاكات الإسرائيلية، بهدف إيصال صورة حقيقية للعالم وتعزيز النقاش حول الأبعاد الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية المرتبطة بالقضية.
وأكد الأسواني أن رسالة الحملة تكمن في استثمار التكنولوجيا لخدمة الإنسانية وتحويل طاقات الشباب إلى قوة تغيير إيجابية، كما شدد هو وفريقه في رواد مصر على التزامهم بتقديم أفضل ما لديهم لتحقيق هذه الأهداف السامية.
الخطوات المطلوبة لتحقيق السلام وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي
ويشير الاسواني إلى أن الخطوة الأولى والأهم تتمثل في توثيق جرائم الاحتلال الإسرائيلي، بما يشمل انتهاكات حقوق الإنسان ومشاريع التهجير القسري، لاستعراض القضية بشكل متكامل أمام المجتمع العربي والدولي، حيث ينبغي التركيز على الأبعاد الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية للقضية، مما يسهم في لفت انتباه المدافعين عن حقوق الإنسان حول العالم.
كما يقترح إنشاء منصة شبابية تطوعية لتوثيق الشهادات وقصص الضحايا وتفعيل التضامن العربي والعالمي لصالح الإنسان الفلسطيني.
القضية الفلسطينية من منظور تاريخي
وأوضح أن القضية الفلسطينية شكلت عاملا محوريا في صياغة الهوية والانتماء لدى الأجيال العربية المتعاقبة، ومع دخول التكنولوجيا الحديثة إلى الحياة اليومية، أصبح الجيل الجديد أكثر اطلاعًا ووعيًا بأبعاد الصراع السياسية والاجتماعية، هذا الجيل يظهر رفضا قاطعا لأي شكل من أشكال التطبيع، مع تأكيده الثابت على دعم حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة تتمتع بالسيادة الكاملة.
موقف الرئيس السيسي من القضية الفلسطينية
وأكد شريف الأسواني في تصريحات خاصة لـ”الضمير” أن الرئيس عبد الفتاح السيسي بنى موقفه بشأن القضية الفلسطينية على أسس وطنية تمثل امتدادا للإرث السياسي المصري الذي لطالما دعا إليه قادة مثل جمال عبد الناصر، حيث أن السيسي شدد على رفضه الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني وأهمية توحدهم في الدفاع عن أرضهم وحقوقهم المشروعة، فهذه السياسية تعكس استقلال القرار المصري بعيدا عن أي تأثيرات خارجية، مسلطا الضوء على دور مصر المحوري في المنطقة وجذورها القيادية.
الوحدة العربية
واستكمل حديثه بأن الوحدة العربية كانت دائما هدفا استراتيجيا لتوحيد الشعوب العربية وتقوية مواقفها في القضايا المشتركة، وفي إطار رفض التهجير القسري، برز إجماع عربي يتمثل في شعار “لا للتهجير”، إلا أن التوافق على هذا المبدأ لم يمنع بروز تباينات في آليات التنسيق المشترك، حيث ظهرت خلافات حول الإجراءات العملية، لكن بقي الكل متفقا على مركزية القضية الفلسطينية كأولوية لا نقاش فيها.
أما فيما يتعلق باتفاقية كامب ديفيد ودور أنور السادات، قال أن السادات بفطنته السياسية والعسكرية استطاع أن يثبت قدرته على تأمين شرعية الدولة المصرية وحمايتها عبر خطاب النصر الشهير، موضحا الرؤية طويلة الأمد لبناء جيش عصري يعتمد على تطورات التكنولوجيا العسكرية الحديثة، فهذه الخطة الطموحة أخذت عقودًا لتحقيقها، ممهِّدة الطريق لترسيخ مكانة مصر كقوة إقليمية.
وأوضح أنه على الرغم من الجدل الذي صاحب اتفاقية كامب ديفيد، إلا أنها فتحت المجال لمصر لتعزيز قوتها العسكرية والسياسية، حيث أن الوضع الحالي في سيناء يُبرز هذا التطور بوضوح، حيث يتجاوز الحضور العسكري المصري هناك الإطار الذي نصت عليه الاتفاقية، مع وجود أكثر من أربعة ألوية، فهذا التواجد العسكري يُحرج بعض الأطراف داخل إسرائيل، التي باتت تنظر إلى الاتفاقية كـ”خطأ استراتيجي” مكن مصر من بناء قوة يُصعب التعامل معها في الواقع الراهن، ما يعكس النجاح الممتد للخيارات الاستراتيجية التي اتخذها السادات.
تأثير الحروب على الاقتصاد
وفيما يتعلق بأثر الحروب على الاقتصاد، اختتم حديثه قائلا “إن الحروب تعتبر من أكثر الظواهر تدميرا للاقتصادات الوطنية، حيث تؤدي إلى هدر الموارد القومية، تخريب البنية التحتية، وارتفاع تكاليف المعيشة نتيجة الاحتكار والنقص في السلع الأساسية، كما تسبب موجات من النزوح السكاني وأزمات السكن والمأوى، مما يجعل الاقتصاد أبرز ضحايا النزاعات المسلحة.
وفيما يتعلق بالتوترات الاقتصادية بين الصين والولايات المتحدة، أشار الأسواني إلى أن لهذه الصراعات تداعيات واسعة النطاق، مع تأثير أكبر على الدول النامية ومنطقة الشرق الأوسط. هذا التوتر من المتوقع أن يقضي إلى تأثيرات بعيدة المدى تتخلل القطاعات الاقتصادية والاجتماعية على حد سواء.