اشرف محمدين يكتب : الأهلي والزمالك.. هل نتعلم من دروس الماضي؟

لا حديث في الشارع الرياضي المصري الآن إلا عن المباراة المرتقبة بين قطبي الكرة المصرية، الأهلي والزمالك. كلا الفريقين يستعد بكل قوة لموقعة تحمل بين طياتها أكثر من مجرد ثلاث نقاط، فهي معركة كروية تحمل شحنات عاطفية وتاريخًا طويلًا من الصراع الكروي الممتد لعقود. و كل مباراه بينهما تاخد نفس الاهتمام و التوتر العصبي و كأنها أول مباراه و آخر مباراه – و حتي لو كانت النتيجة لن توثر في شكل جدول الترتيب إلا أنها تبقي دائما و أبدا المباراه الأهم عبر التاريخ الكروي المصري و العربي – لكن السؤال الأهم: هل ستكون المباراة هذه المرة درسًا في الروح الرياضية أم ستظل ساحة للتوتر والتعصب؟
تاريخ من المنافسة.. ولكن هل هو صراع حقيقي؟
منذ اللقاء الأول بين الفريقين عام 1917، ظلت مواجهاتهما تحت المجهر الجماهيري والإعلامي، وتحولت إلى ظاهرة كروية فريدة في المنطقة العربية. تنافس الفريقان على البطولات المحلية والقارية، تبادلا السيطرة على المشهد، وجذبا أجيالًا متعاقبة من المشجعين الذين يعتبرون القمة أكثر من مجرد مباراة. لكن رغم كل هذا التاريخ، تبقى الحقيقة أن كرة القدم لا يجب أن تتحول إلى معركة، بل تظل رياضة أساسها المتعة والمنافسة الشريفة.
المباراة داخل المستطيل الأخضر.. من يحسمها؟
على الورق، يملك كل فريق أسلحته الخاصة. الأهلي يعتمد على خبرة لاعبيه في المواعيد الكبرى وقوة خط وسطه، بينما يراهن الزمالك على مهارات نجومه وقدرتهم على كسر التوقعات. الجهاز الفني لكل فريق يضع خطته، والجماهير تحلل التكتيكات، لكن الفارق الحقيقي سيُصنع داخل الملعب من خلال الجهد والانضباط واحترام المنافس.
دور اللاعبين والأجهزة الفنية.. الروح الرياضية أولًا
في أجواء مباريات القمة، يكون الضغط على اللاعبين مضاعفًا، لكن هنا يأتي دور العقلية الاحترافية، حيث يُطلب منهم ضبط النفس وعدم الانسياق وراء الشحن الجماهيري. الأخطاء واردة، ولكن التحلي بالهدوء والروح الرياضية سيجعل اللقاء أكثر إثارة ومتعة. الأجهزة الفنية والإدارية كذلك عليها مسؤولية كبيرة، فلا ينبغي أن تتحول تصريحاتهم قبل المباراة إلى وقود لإشعال الفتنة بين الجماهير.
رسالة إلى الجماهير.. أنتم صُنّاع الأجواء
لا يمكن إنكار أن الجماهير هي العنصر الأهم في أي مباراة، فهي التي تمنح اللعبة مذاقها الحقيقي. لكن يجب أن ندرك أن التشجيع لا يعني التجاوز أو نشر الكراهية. المطلوب هو دعم الفريق بروح رياضية، تقبُّل النتيجة أيًا كانت، والاحتفال أو الحزن بشكل متحضر دون تعدٍّ على الطرف الآخر. فبعد 90 دقيقة، ستظل الحياة مستمرة، وسيبقى الانتماء والاحترام فوق أي نتيجة.
في النهاية .. متعة كرة القدم لا تكتمل إلا بالروح الرياضية
الأهلي والزمالك فريقان كبيران، والمنافسة بينهما هي التي صنعت هذه القمة الفريدة. لكن في النهاية، نحن أمام لعبة هدفها الأول المتعة، فلا يجب أن نسمح للتعصب بأن يفسدها. فلنستمتع بالقمة، ولنجعلها مثالًا يُحتذى به في الاحترام والروح الرياضية.