اشرف محمدين يكتب : المدربون الأجانب .. نجاح حقيقي أم مجرد موضة؟

كرة القدم المصرية دائمًا ما كانت ساحةً لصراع بين المدرسة المحلية والمدرسة الأجنبية في التدريب، ومع مرور السنوات أصبح تعاقد الأندية مع مدربين أجانب أشبه بالعادة أكثر منه خيارًا مدروسًا. فهل وجود المدربين الأجانب في مصر ضروري لرفع مستوى الكرة المصرية؟ أم أن الأمر مجرد “موضة” استهلاكية لا تحقق الفارق المطلوب؟

لماذا تلجأ الأندية المصرية للمدربين الأجانب؟

هناك عدة أسباب تدفع الأندية المصرية للتعاقد مع مدربين أجانب، أبرزها:

 1. الرغبة في تطوير الفريق: الفكرة السائدة أن المدرب الأجنبي يمتلك فكراً تكتيكياً متطوراً وخبرة في التعامل مع الضغوط.

 2. الضغط الجماهيري والإعلامي: الجماهير دائمًا ما تتأثر بالتجارب العالمية، وتطالب بأسماء أجنبية معتقدة أن ذلك سيحقق الفارق.

 3. الاستفادة من الأسماء الكبيرة: بعض المدربين الأجانب يأتون بسير ذاتية قوية وخبرات في دوريات أوروبية كبرى، ما يضيف بريقًا إعلاميًا للنادي.

لكن هل المدرب الأجنبي دائمًا الحل الأفضل؟

رغم أن بعض المدربين الأجانب تركوا بصمات واضحة في الكرة المصرية، إلا أن هناك العديد من السلبيات التي تصاحب هذه التجربة:

 1. عدم فهم طبيعة الكرة المصرية: كثير من المدربين الأجانب يجدون صعوبة في التأقلم مع نمط اللعب المصري الذي يعتمد على العشوائية أحيانًا أكثر من التنظيم.

 2. ضعف الصبر على المشاريع طويلة المدى: الأندية المصرية لا تتحلى بالصبر، والمدربين الأجانب غالبًا ما يرحلون بعد بضعة أشهر إذا لم يحققوا نتائج سريعة.

 3. التكاليف المالية المرتفعة: المدرب الأجنبي يكلف النادي مبالغ طائلة، سواء في التعاقد أو في الشرط الجزائي عند الإقالة، وهو ما يُرهق ميزانيات الأندية.

أمثلة ناجحة وأخرى فاشلة

هناك مدربون أجانب حققوا نجاحات كبرى في الكرة المصرية مثل:

 • مانويل جوزيه (الأهلي): أحد أنجح المدربين في تاريخ الكرة المصرية، حقق مع الأهلي العديد من البطولات المحلية والإفريقية.

 • جوسفالدو فيريرا (الزمالك): قاد الزمالك لتحقيق بطولات محلية وأعاد للفريق شخصية البطل.

 • هيكتور كوبر (منتخب مصر): رغم انتقاد أسلوبه الدفاعي، إلا أنه قاد المنتخب للتأهل إلى كأس العالم 2018 بعد غياب طويل.

وعلى الجانب الآخر، هناك أسماء فشلت فشلًا ذريعًا مثل:

 • ميتشو (الزمالك): رغم البداية القوية، إلا أنه لم ينجح في فرض شخصيته ورحل سريعًا.

 • ريكاردو سواريش (الأهلي): لم يتمكن من إحداث الفارق ورحل بعد فترة قصيرة جدًا.

المدرب المصري بين التهميش والفرصة الضائعة

مع الاعتماد المتزايد على المدربين الأجانب، يُطرح السؤال: لماذا لا يتم منح المدربين المصريين الفرصة الكافية؟

 • مدربون مصريون أثبتوا قدرتهم على تحقيق البطولات، لكنهم لا يحصلون على نفس الدعم والصبر مثل الأجانب.

 • الأندية تميل إلى التقليل من شأن المدرب المصري، رغم معرفته الأعمق بالدوري المصري ولاعبيه.

إذن، هل الحل في المدرب الأجنبي أم المصري؟

الحل لا يكمن في جنسية المدرب، بل في طريقة الإدارة والتخطيط على المدى البعيد. الأندية المصرية تحتاج إلى رؤية واضحة، ومدرب قادر على تنفيذها دون تدخلات أو ضغوط تؤدي إلى إقالته سريعًا.

الخلاصة

المدرب الأجنبي قد يكون إضافة قوية إذا كان يمتلك الخبرة ويتلقى الدعم والصبر، لكنه في كثير من الأحيان يتحول إلى تجربة مكلفة تنتهي بالإقالة السريعة. وفي المقابل، المدرب المصري يحتاج إلى الثقة والدعم ليأخذ فرصته كاملة.

الكرة المصرية بحاجة إلى فكر تدريبي متطور، بغض النظر عن جنسية المدرب. فهل سنظل نبحث عن الحلول السريعة أم سنبدأ في بناء مشروع تدريبي حقيقي ينهض بكرة القدم في مصر؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى